بعد إثارة الجدل الكبير الذي تسبب فيه هذا المسلسل الجميع بدأ بالبحث عن شاهد الفيلم التونسي دبوس الغول كامل ماي سيما، والذي سنضعه لكم عبر موقع أب تك تابع ما يلي.
شاهد الفيلم التونسي دبوس الغول كامل ماي سيما
في قلب تونس، حيث تمتزج الأزقة القديمة بحكايات الأمهات والجدات، يخرج إلى النور فيلم “دبّوس الغول” كصرخة فنية تمزج بين سحر الأسطورة وقسوة الواقع. هذا العمل السينمائي التونسي لا يكتفي بسرد قصة، بل يستحضر من الذاكرة الشعبية كائناً مخيفاً لطالما سكن الحكايات الليلية: الغول… ولكن هذه المرة ليس في الغابة، بل في المدينة، في الحارات، بين الناس.
أخرج الفيلم المخرج الشاب مهدي هميلي، الذي عُرف بقدرته على الغوص في النفس التونسية واستنطاق الهموم المغلّفة بالصمت. وكتب السيناريو بالتعاون مع الكاتبة ليلى بالحاج عمر، التي أضفت لمسة أنثوية حادة على تفاصيل الحكاية، وجعلت من كل جملة تنبض بألم مستتر.
الفيلم من بطولة ظافر العابدين، الذي لعب دور “نادر”، الصحفي المتقاعد الذي يجد نفسه وجهاً لوجه أمام سلسلة جرائم غريبة تحدث في حيه الشعبي. تشاركه البطولة فاطمة ناصر في دور “سهى”، طبيبة شرعية تؤمن بالعلم لكنها لا تستطيع تفسير البصمات الغريبة على أجساد الضحايا، وتبدأ شيئاً فشيئاً بالاقتراب من حكايات الغول التي كانت تضحك عليها في صغرها.
قصة الفيلم التونسي دبوس الغول
تدور القصة حول سلسلة اختفاءات غامضة لأطفال وشباب في ضواحي العاصمة، ما يدفع نادر، الذي فقد ابنه قبل سنوات في ظروف مشابهة، إلى الغوص في تحقيق شخصي بعيداً عن الشرطة. يكتشف أن هناك خيطاً خفياً يربط كل الضحايا بشخصية من التراث الشعبي تُعرف باسم “دبّوس الغول” — كائن أسطوري يُقال إنه يُخفي ضحاياه بإبرة مسمومة تُغرز في رؤوسهم، فلا يُعرف لهم أثر، وكأنهم تبخّروا.
لكن الفيلم لا يقدم الغول كشخصية خرافية فقط، بل كرمز — رمز للخوف، للقهر، للفساد الذي يتسلل بيننا ببطء ولا يترك أثراً واضحاً. في مشاهد مكثفة، يرينا هميلي كيف يمكن للواقع أن يكون أكثر رعباً من أي خرافة، خاصة حين يتحالف الصمت مع الجريمة، والسلطة مع الخداع.
يتميّز “دبّوس الغول” بجماليات بصرية ملفتة، إذ استعان مدير التصوير محمد حمزاوي بألوان باهتة وخافتة تعكس التوتر والخوف المتصاعدين، فيما أضافت الموسيقى التصويرية التي ألفها نوفل الساحلي بعداً شعورياً مرعباً جعل كل مشهد كأنما يهمس في أذنك: “الغول قريب”.
نال الفيلم إشادة نقدية كبيرة عند عرضه الأول في مهرجان قرطاج السينمائي، ووصفه النقاد بأنه عمل “يُخرج الخرافة من كتب الأطفال ويضعها في مرآة المجتمع”.
“دبّوس الغول” ليس مجرد فيلم، بل تجربة فكرية وعاطفية، تدعوك للتساؤل: من هو الغول الحقيقي؟ وهل يمكن أن يكون أقرب إلينا مما نعتقد؟