في يوم المرأة العالمي، نساء غزة تحملن ما لا عقل بشري يتحمله خلال وبعد الحرب الاسرائيلية على غزة، موقع أب تك سيسلط الضوء على معاناة المرأة الغزية عبر المقال التالي، تابع القراءة.
في يوم المرأة العالمي، نساء غزة تحملن ما لا عقل بشري يتحمله خلال وبعد الحرب الإسرائيلية على غزة
يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي، وهو يوم مخصص لتقدير إنجازات النساء وتكريم نضالهن المستمر من أجل الحقوق والمساواة. ولكن في غزة، يحمل هذا اليوم معاني مختلفة، حيث تعيش النساء هناك تحت وطأة معاناة تفوق الوصف بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، والتي تركت آثارًا كارثية لا تزال قائمة حتى اليوم.
المرأة الغزية في قلب النار
خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، لم تكن النساء مجرد شهود على المأساة، بل كنّ في قلبها، يعشنها لحظة بلحظة. كثيرات فقدن أبناءهن وأزواجهن وأفراد أسرهن في القصف العشوائي الذي استهدف المنازل والملاجئ والمستشفيات. الأمهات حملن أطفالهن بين الأنقاض، يبحثن عن أمل مفقود، والأخوات ودعن أشقاءهن تحت الدمار، دون حتى فرصة لإلقاء النظرة الأخيرة عليهم.
أعباء مزدوجة: بين الفقدان والصمود
لم تكن الخسارة العاطفية وحدها هي التحدي الوحيد الذي واجهته النساء في غزة، بل تحمّلن أيضًا مسؤوليات ضخمة بعد انتهاء القصف. فقد اضطرت العديد من النساء إلى أن يكنّ المعيلات الوحيدات لأسرهن بعد فقدان أزواجهن، واضطررن للعمل في ظروف قاسية، سواء في الأسواق، أو المهن المنزلية، أو حتى تقديم الرعاية للأطفال المصابين نفسيًا وجسديًا.
كما تحمّلت النساء الغزيات أعباء إعادة بناء الحياة من جديد، بدءًا من توفير الغذاء والماء وسط الحصار، وصولًا إلى تقديم الدعم النفسي لأطفالهن الذين لم يعودوا قادرين على النوم دون سماع أصوات القصف الوهمية في أذهانهم.
معاناة مستمرة بعد الحرب
بعد توقف القصف، لا يعني ذلك أن الحرب انتهت بالنسبة لنساء غزة. فهنّ ما زلن يواجهن تبعات الدمار، من انعدام الأمن الغذائي، إلى فقدان المأوى، وصولًا إلى العيش في المخيمات المؤقتة وسط ظروف قاسية. كثيرات أصبحن أرامل وأمهات لأطفال فقدوا آباءهم، ليواجهن وحدهن تحديات الحياة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر الذي يعمّق من أزمتهن اليومية.
كما أن التأثير النفسي للحرب لا يقل خطورة عن الدمار المادي. فالكثير من النساء يعانين من اضطرابات ما بعد الصدمة، والاكتئاب، والقلق المستمر على مستقبلهن ومستقبل أطفالهن.
رسالة للعالم في يوم المرأة العالمي
في يوم المرأة العالمي، بينما يحتفي العالم بإنجازات النساء، يجب أن يكون لنساء غزة صوت يُسمع، وأن تُروى قصصهن كجزء من النضال الإنساني من أجل العدالة والحرية. فنساء غزة لا يطالبن سوى بأبسط حقوق الإنسان: الحق في العيش بسلام، في تربية أطفالهن دون خوف، وفي بناء مستقبل لا تمحوه القذائف والصواريخ.
إن صمود المرأة الغزية ليس مجرد قصة مأساة، بل هو شهادة على قوة لا تُقهر، وإرادة ترفض الانكسار، ورسالة إلى العالم بأن نساء غزة، رغم كل الألم، ما زلن يقفن بثبات على أرضهن، متمسكات بالحياة رغم كل شيء.